المؤلف بريطاني ومصري، مؤرخ معماري إسلامي ، ويسافر كثيرًا ، وينشر كتب السفر باللغة الإنجليزية. يتحدث في هذا الكتاب عن تجاربه واجتماعاته من رحلته إلى تل أبيب ، حيث يزور في فلسطين مدينة القدس وبيت لحم وغيرهما
----
خرجت من باب العامود دون أن أودعه؛ علني أعود!، عبرت الشارع الذي يتحمل عبئ و عار تقسيم القدس إلى شرقية و غربية، وقررت أن أمشي, قررت أن أجوب شوارع القدس الشرقية على قدر استطاعتي، تعبت و خارت ساقاي علي الرغم من أنني لم أمش كثيراً ذلك اليوم, على الأقل ليس مثل الأيام السابقة, هل بسبب الحر الشديد؟أم الطريق الصاعد بشدة؟ أم لعله وجلي و ترقبي للمواجهة؟، حتى هذه اللحظة اقتصرت معاملاتي أو مواجهاتي مع الإسرائيليين على تعاملات شديدة الرسمية, مثل إجراءات الخروج من المطار ورحلة الأتوبيس لا أكثر، حتى هذه اللحظة وأنا استمتع بعالم افتراضي فلسطيني, ملاذ, منطقة آمنة خلقتها، وصدقت إنها حقيقية، ظهر باب الخليل على يساري و تعجبت من قصر المسافة بين باب العامود و باب الخليل, كم من الوقت قد يتطلب الوصول لهاتين النقطتين من داخل الأسوار، بدت الساحة أمام باب الخليل كنقطة نهاية للقدس الشرقية.
القاهرة ... تل ابيب