في هذه الرواية يخوض «الحسين» بطل ذلك العمل رحلة هجرة داخلية، يهاجر فيها من نفسه إلى نفسه الجديدة، ويهجر فيها كل ما عرفه عن كونه السابق، نجد هنا محاولات بطل الرواية للبحث عن سبب موت والده وطريقة موته، في الواقع إن موت الأب هو ما يرمز إلى انتهاء العهد السابق وبداية عهد جديد، أو ربما تلك إحدى التأويلات التي يمكن ذكرها، غير أن الطريقة التي مات بها الأب والأسباب هي محاولات للوقوف على عتبات التاريخ المنتهي؛ لفهم ما حدث، واكتشاف الأصل الممتد في التاريخ الحاضر..هكذا هي شخصيات الكاتب د. واسيني الأعرج تتخيل أنك تقرأ عن بطل رواية جزائري، وتكتشف أنك ربما تقرأ عن كل إنسان.
هل تخيلتَ كل الحكايات التي سمعتَها أو رويتَها حين يتبدل فيها ضمير الغائب بالمتكلم؟
هل يبقى زيفٌ في الدنيا عندما يكون المقتول هو الراوي، والغائب هو كل الحاضر؟